تصاعدت خلال السّنوات الأخيرة ، الهَجمات على الحركة النّسوية وعلى المدافعات عن حقوق المرأة، تصل إلى التّهديدات بالقتل والتشهير والاعتقال التعسّفي، كما لم تسلم المنظّمات العاملة في مجال دعم وتمكين النساء من هذه الهجمات، ذلك في مناطق عدة في سوريا، خصوصا الشمال الغربي. حيث عمدت “هيئة تحرير الشام” وفصائل “الجيش الوطني السوري” إلى ترهيب وتقييد بعض أنشطة الاتصال والتوعية المتعلقة بالعنف ضد النساء أو أنشطة تتعلق بمواضيع معينة كتزويج الطفلات، وواجه بعض النشطاء والناشطات العاملين على مناصرة حقوق المرأة مضايقات وخطاباً سلبياً من السلطات[1].
حين كانت النسوية، حركة تسعى لإنهاء التمييز على أساس الجنس، ولإنهاء الاستغلال الجنسي والقمع، بحسب هوكس[2]، كما تشير النسوية إلى الإيمان بالمساواة بين الجنسين والوعي بالتمييز المعاصر بين الجنسين على المستويات الشخصية والمجتمعية (جاكسون وآخرون 1996)، كان من الصعب النظر في الجوانب المتعددة الأوجه للهوية الاجتماعية أو السياسية النسوية ضمن تقرير واحد، وخصوصا بظل النزاع والتهجير القسري الذي تتضاعف عواقبه على حقوق النساء بشكل خاص، فتضمن نموذج تقريرنا ثلاثة مكونات أساسية وهي المعرفة بالمفاهيم النسوية، المواقف تجاه النسوية والنشاط النسوي، حيث نتناول الوعي بالقضايا النسوية والإدراك بالتمييز ضد المرأة كما التصورات والمواقف كأبعاد تكمن وراء تشكيل الهوية النسوية والانخراط بها. كما يوفر التقرير توصيات لتعزيز العمل النسوي والهوية النسوية السورية وتقوية التضامن بين النسويات والمنظمات النسوية داخل سوريا وخارجها.
[1] لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية، التأثير الجنساني للنزاع في الجمهورية العربية السورية على النساء والفتيات، 12 حزيران 2023
[2] بيل هوكس، النظرية النسوية من الهامش إلى الوسط ،