ليس الموت أسوأ ما في الأمر إنه أيضا الانتظار, هذا التقرير الذي أعده اللوبي النسوي السوري يسلّط الضوء على تبعات الاختفاء القسري على النساء والأطفال والمجتمعات المتضررة، ويبرز العقبات التي تواجهها النساء خاصة، و عائلات المختفين/ات بشكل عام، خلال رحلة بحثهم عن أحبائهم بعد مضي ما يقارب الأحد عشر سنة على الصراع في سوريا، وذلك عبر تحليل مقابلات أجريت مع أفراد عائلات أشخاص مختفيين قسراً أغلبهم من النساء، كما تم التركيز بشكل خاص على النساء في عائلات المختفين قسرياً، ومنهن أيضا من كن ضحايا الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري في أوقات سابقة، وقد تمت مراعاة تنوع الجهات المرتكبة للانتهاك وتنوع ظروف العائلات ومكان إقامتها، في محاولة أن تكون العينة تمثيلية لرصد كل التحديات. يظهر تحليل المقابلات العلاقة الوطيدة بين الاختفاء القسري باعتباره انتهاكاً للحقوق المدنية والسياسية من جهة، ومن جهة أخرى انتهاكاً للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكيف أن حماية الأولى هي أمر أساسي من أجل التمتع بالثانية والعكس صحيح. كما كشفت المقابلات، ارتباط معاناة النساء أيضا بطبيعة المجتمع السوري الأبوية، فعلى مستوى السلطة والعلاقات بين أفراد العائلة يسود الظلم الاجتماعي كأحد البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. كما ظهر من خلال المقابلات إحباط العائلات الشديد تجاه الأمم المتحدة وهيئاتها، بسبب عجز هذه الجهات عن مساعدة الضحايا وتقديم الحماية والدعم لهم أو إحراز تقدم بملف المختفين/ات بعد أحد عشر عاما على النزاع وهو ما يشير الى حاجة العائلات إلى استعادة الثقة بالمؤسسات الدولية والأممية عبر قيامها بخطوات جدية ملموسة من أجل الكشف عن مصير أحبائها
تقرير خاص بمكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة OHCHR
أعد هذا التقرير
اللوبي النسوي السوري
جمانة سيف، سيما نصار، ريما فليحان
بدعم من المبادرة النسوية الاورو متوسطية