أن يقوم صنّاع عمل ما، باقتباس عمل من ثقافة أو لغة أخرى وتقديمه في قالب محليّ، هو خيار فنيّ له أنصار وجمهور. لكن أن يقوم فريق العمل بوضع فلتر “ذكوري” على تفاصيل العمل، فهذا ما يجعل السؤال قوياً ومباشراً: لماذا؟ في مسلسل “سوتس” بالعربي المأخوذ من عمل أمريكي يحمل الاسم ذاته، يقدمّ مسيرة سيدة ناجحة في مجال المحاماة الصعب، ويبرز شخصيتها القيادية القوية الحاسمة، التي استطاعت تأسيس فريق ناجح. ولكنّ صناع العمل قرروا تغير جزئية حساسّة جدّا: فالبطلة في النسخة الأميركية أسست كل هذا النجاح، بجهدها وعصاميتها، أمّا في النسخة العربية، فقرر الصنّاع أن النجاح لا يمكن أن تحققه امرأة بجهدها، فقدّموا بطلة العمل وقد ورثت المكتب والنجاح من والدها، رسالة واضحة خلاصتها: لا نجاح دون ذكر ( وإن كان والدها ). مكرّسين مفاهيم الذكورية والنمطية عن أسباب نجاح المرأة في مجال عملها. المرصد النسوي |