يعبّر اللوبي النسوي السوري عن بالغ قلقه إزاء الاعتقال التعسفي للسيدة يارا سلمان من قبل مباحث الأمن الجنائي في حارم. إذ فقدت السيدة يارا سلمان وهي أم لطفلة عمرها ٥ سنوات تحت التهديد بسلامة أفراد من أسرتها في وضح النهار من منطقة الفاروس في اللاذقية يوم ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥.
في ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥ تمكنت السيدة يارا من توجيه طلب استغاثة وقامت الجهات الأمنية في قورقنيا بإرسال دورية ألقت القبض على الخاطف و اقتادته مع السيدة يارا إلى فرع المباحث الجنائية في حارم، حيث قامت الجهة الأمنية في حارم بتوقيف الخاطف وفي الوقت نفسه باحتجاز الضحية وحرمانها من حقها في الدفاع والاستعانة بمحام حيث رفضت السلطات توكيل محام لمتابعة مجريات الحادثة بحجة انها ما زالت قيد التحقيق ريثما يحال ملف الواقعة إلى النيابة.
أفادت مدافعات عن حقوق النساء لوحدة المتابعة والرصد في اللوبي النسوي السوري عن تواصلهن مع الجهات الرسمية المحلية والمركزية حول قضية السيدة يارا سلمان من دون جدوى، مع استمرار انعدام الشفافية القانونية بشأن وضعها، والإصرار على سردية مفادها أن الضحية “ذهبت بإرادتها” كما وصم تقرير لجنة التحقيق الوطنية بقضايا الخطف ضحايا أخريات، وهي سردية ذات آثار اجتماعية وقانونية بالغة الخطورة؛ إذ تحول الضحية إلى متهمة، وتبرئ الخاطف من الجرم مما يشكل تهديداً مستمراً على الضحية وأسرتها ومثيلاتها من الناجيات.
إن هذه الواقعة تشكّل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان و الالتزامات الواقعة على عاتق الدولة بموجب القانون الدولي، وفي مقدمتها حظر الاحتجاز التعسفي والاحتجاز السري، وضمان الحق في الحرية والأمان، والحق في معرفة الحقيقة والتمتع بضمانات المحاكمة العادلة. كما تمثل خرقاً صريحاً للقانون السوري، بما في ذلك المقتضيات التي تُلزم بإحالة المحتجز إلى النيابة العامة خلال ٤٨ ساعة، في حين لا تزال السيدة يارا قيد الاحتجاز التعسفي منذ السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥ دون إحالة أصولية حتى تاريخ صياغة هذا البيان.
يطالب اللوبي النسوي السوري السلطات السورية المختصة بما يلي: الإفراج الفوري وغير المشروط عن السيدة يارا سلمان، وضمان عودتها الآمنة والكريمة إلى أسرتها، وتمكينها من وصول فعّال إلى سبل الانصاف القانونية والعدالة، بما في ذلك التحقيق المستقل والفعّال في وقائع اختطافها واحتجازها، وضمان عدم تكراره.


