يتابع اللوبي النسوي السوري بحزن وقلق بالغ ما تشهده مدينتا جرمانا والسويداء وصحنايا في الأيام الأخيرة من تصاعد خطير في التوترات والاشتباكات المسلحة واعتداء على الطلاب الدروز في المدنية الجامعية في حمص، على خلفية حملة تحريض طائفية ممنهجة تستهدف أبناء الطائفة الدرزية، مترافقة مع انتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان تطال المدنيين الأبرياء.
لقد رصدنا، من خلال تقارير وشهادات موثوقة، أعمال عنف مسلحة وممارسات تحريضية تستهدف مدنيين دروز، وتروّج لخطابات كراهية تهدد النسيج الاجتماعي السوري، في ظل تراخٍ واضح من مؤسسات الدولة في ردع المتطرفين ومنع تفاقم العنف وخطاب الكراهية.
وإذ ندين بأشد العبارات كل أشكال التحريض الطائفي والاصطفاف الهوياتي الذي يعمّق الشروخ بين أبناء الوطن الواحد، فإننا نستنكر كذلك الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون في جرمانا والسويداء وصحنايا، بما في ذلك سقوط قتلى وجرحى نتيجة عمليات أمنية غير منضبطة، وغياب المساءلة.
كما نرفض بشدة التدخل الإسرائيلي السافر عبر قصف مواقع داخل الأراضي السورية بحجة “حماية الدروز”، وهو تدخل لا يخدم إلا أجندات خارجية تزيد من زعزعة استقرار البلاد، وتضعف سيادتها، وتستغل الألم السوري لخدمة مصالحها الخاصة.
إن استمرار هذه الانتهاكات والانقسامات، وعدم وضع حد لخطابات التحريض والتكفير، يشكّل خطرًا وجوديًا على ما تبقّى من نسيج اجتماعي مشترك، ويهدد بجر البلاد نحو صراع أهلي مدمر، في وقت أحوج ما يكون فيه السوريون والسوريات إلى مسار حقيقي للعدالة والمصالحة والحوار القائم على أسس المواطنة المتساوية.
نطالب بوقف فوري لكافة أعمال العنف والتحريض، وتشكيل لجنة تحقيق حيادية ومستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات أياً كانت انتماءاتهم، كما نؤكد أن أي حل حقيقي يبدأ بوقف التمييز والاضطهاد، وتحقيق العدالة الانتقالية، والانخراط في حوار وطني، وتبني دولة القانون والمواطنة.
الرحمة والعدالة للضحايا. لا للتمييز، لا للطائفية، نعم للعدالة والسلام
