ببالغ الاستياء والصدمة نتابع انعكاسات جريمة الاعتداء الجنسي على طفلة تبلغ من العمر ١٣ عاما، من قبل عنصر تابع لـ”الجيش الوطني السوري” فرقة الحمزات، في قرية جويق بريف عفرين، “مستغلاً وضع عائلتها المادي، حيث تعيش الفتاة مع أب ضرير وأم مريضة” وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، و تأتي هذه الجريمة في سياق ثقافة سائدة تسمح بانتشار العنف الجنسي، وتستغل الضعف والتوترات الاجتماعية والاقتصادية للفتيات والنساء. خاصة أن هذه الجريمة تأتي في سياق استغلال توزيع المساعدات الإنسانية و هشاشة المجتمع الاقتصادية والأمنية، وقد سبقتها انتهاكات جنسية مماثلة ارتكبت على أيد عناصر من مختلف قوى الامر الواقع، وانتهاكات جنسية بالغة و ممنهجة قام بها النظام السوري داخل المعتقلات ومراكز التوقيف كشكل من أشكال التعذيب، كما مورست من قبل ما يسمى عناصر الدفاع الوطني المعروفة باسم الشبيحة في الاحياء و المناطق وعلى الحواجز، وفقا لتقارير حقوقيه دولية..
اننا نطالب اليوم من خلال هذا البيان سلطات أمر الواقع والسلطات القضائية التابعة لها “الحكومة المؤقتة” أن يتحملوا مسؤوليتهم ويضمنوا إجراء تحقيقات شفافة وعادلة في مثل هذه الجرائم، وأن يضعوا المجرمين أمام العدالة ويعاقبوهم بشدة، كما نطالب بمحاسبة الجاني وكشف نتائج التحقيقات في الجرائم المشابهة، حيث لم يعد كافياً تعهد الفصائل العسكرية بمحاسبة المتهمين فقط.
كما نطالب بتعزيز القوانين وتطبيقها بشكل صارم لحماية الضحايا ومنع تكرار هذه الجرائم المشينة، وهنا يجب التنويه ان تحالف منظمات المجتمع المدني السوري بكافة أنواعها، والافراد والشخصيات الاجتماعية الواعية من أجل مكافحة العنف الجنسي وتوفير الدعم النفسي والقانوني للضحايا وعائلاتهم بات حاجة ملحة وضرورية، فالنضال من أجل المساواة والعدالة يستدعي مشاركة الجميع، لأن العنف الجنسي ليس مسألة تتعلق بالضحايا فقط، بل يتعلق بمشكلة اجتماعية تتعلق بالقوة والتفوق والتحكم والثقافة السامة و يجب على المجتمع بكامله أن يرفض ويعارض بقوة أي نوع من أنواع العنف الجنسي.
كما نطالب المجتمع الدولي بأن يتعامل مع جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال في سوريا بجدية كبيرة، حيث تنتهك تلك الجرائم حقوق الأطفال وتتعارض مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الأطفال. حيث أن اتفاقية حقوق لأطفال للأمم المتحدة هي إطار قانوني دولي ملزم يحظر أي شكل من أشكال الاستغلال الجنسي للأطفال ويتطلب من الدول الأطراف اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحماية الأطفال من العنف الجنسي والاستغلال الجنسي. تشمل الاتفاقية التزامات حماية الأطفال من التحرش الجنسي، والاستغلال الجنسي في الأعمال التجارية، والإباحية الجنسية للأطفال، والاتجار بالأطفال لأغراض جنسية.
في سوريا، تم انتهاك هذه الاتفاقية الدولية المهمة في ظل الصراع المستمر وانعدام الاستقرار. حيث يعاني الأطفال في سوريا من آثار مدمرة للحرب، ويتعرضون لمخاطر العنف والاستغلال الجنسي، وعليه يجب أن تكون حماية الأطفال وحقوقهم أولوية قصوى في أي جهود تعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا.
على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسؤوليته ويضغط على الأطراف المتصارعة في سوريا الممثلة بالنظام وسلطات أمر الواقع لوقف انتهاكات حقوق الأطفال والعنف الجنسي ضدهم خاصة الفتيات، وضمان إنفاذ القوانين والمعايير الدولية.
——
المنظمات الموقعة على البيان حسب الترتيب الابجدي:
أصوات نسويه كرديه
شبكة انا هي
شبكة المرأة السورية (شمس)
منظمة دويدري DUDERI
جمعية جوهر للمشاريع التنموية
جنى وطن
Zekra Darouzi حلقة دوسلدورف
منظمة فنارات
صانعات التغيير
اللوبي النسوي السوري
منظمة مساواة
Center for Civil Society and Democracy in Syria
الأفراد حسب الترتيب الأبجدي
آليس مفرج
آلاء عامر
جوليا جمال
دوريس عواد
ربا الشوفي
ربى غانم
ريما فليحان
سميرة زعير
علياء أحمد
فضيلة الشامي
هيام الباروكي
لينا وفائي
ماري تيريز كرياكي
منى فريج
مهوش شيخي
مي العربي
نسرين الريش
نور برهان
وجدان ناصيف
ولاء خرمنده
Dina Batehish
Maryam shamdin
Nauzat khalil