تلبية للاستجابة الطارئة التي فرضتها كارثة الزلزال الذي ضرب أجزاء من شمال وشمال غربي سوريا في ٦ شباط المنصرم، انضم اللوبي النسوي السوري لمجموعة عمل المنظمات السورية النسوية للطوارئ؛ مجموعة من المنظمات النسوية التي حاولت المساهمة في التخفيف من وقع الكارثة على الأرض في المناطق المنكوبة.
ومن خلال عمل المنظمات السورية النسوية للطوارئ، تم اعداد رسالة مشتركة وقامت المنظمات بإرسالها للجهات الدولية الفاعلة حيث بعث اللوبي عدة رسائل للمجتمع الدولي، بناءً على الاحتياجات التي وصلتنا من المتضررينات من الزلزال، وركزت رسائل اللوبي على ضرورة التأكد من إيصال المساعدات للمنكوبينات.
بتاريخ 21 شباط 2023 نظم اللوبي اجتماع طارئ للمنظمات النسوية السورية، حيث تم وضع استراتيجيات عمل على المدى القصير والمتوسط للاستجابة للزلزال ولتلبية احتياجات النساء والمجتمع وتطوير رؤى المنظمات النسوية لتكون قادرة على المساهمة في تلبية احتياجات الواقع بالإضافة لعملها ونشاطها النسوي.
وتم التركيز على ضرورة المناصرة لدعم المجتمع المنكوب والاضاءة على تقصير الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إيصال المساعدات، والتحديات التي تواجهها النساء في المناطق المنكوبة، وضرورة إعادة توطين اللاجئين السوريين في دول العالم الأكثر استقراراً، والاستغلال السياسي للكارثة من قبل نظام الأسد، وضرورة محاسبة النظام على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري وعدم تعويمه وإعطاءه فرصة أخرى، واستعراض التاثير المحتمل طويل الأمد للزلزال على المجتمع السوري والعمل المدني، مع التشديد على ضرورة تحمل الأمم المتحدة لدورها في الإشراف والمراقبة وعدم تحميل المسؤولية لمنظمات المجتمع المدني فقط، كما تم التطرق إلى فشل إدارة المساعدات في مناطق النظام ودور الأمم المتحدة في مراقبة السرقات والاستغلال، و تم نقاش ملف الاختفاء القسري.
وكذلك أجرى اللوبي عدداً من المراسلات والاجتماعات اونلاين مع جهات دولية ودبلوماسية مثل؛ الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، مكتب المبعوث الدولي، لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، المفوضية السامية لحقوق الانسان، و
IIIM الآلية الدولية المحايدة والمستقلة في سوريا،
Impunity watch و
إمبيونتي ووتش وغيرها، حيث تم التأكيد على الحاجة لدعم أكثر فعالية وإشراف مباشر من الأمم المتحدة على توزيع المساعدات والتعامل مع حاجات المدنيين في جميع المدن السورية المتضررة، وأعرب اللوبي عن قلقه من سعي بعض الدول لإعادة علاقاتها مع نظام الأسد بحجة المأساة، وعن الحاجة لرفع الأصوات من أجل محاسبة مجرمي الحرب وإدانة التطبيع مع نظام الأسد الذي استفاد سياسياً من الكارثة الإنسانية التي حلت بسوريا، وأكدنا أن العدالة هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام المستدام في سوريا.
وكان اللوبي قد تواصل مع الخارجية الأميركية وطالبنا بإيصال المساعدات للمناطق المنكوبة و بإصدار موقف واضح من الولايات المتحدة حول رفض التطبيع مع نظام الأسد، لأن التطبيع سيمنح المجرمين في جميع أنحاء العالم رخصة لارتكاب جرائم بفداحة تلك التي فعلها الأسد، وكانت الخارجية الأميركية قد ردت بإيجابية وبتفهم مخاوفنا مع الوعد ببذل المزيد من الجهد ومواصلة العمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة للاستجابة للكارثة الإنسانية و من أجل الوصول الى حل سياسي دائم وفقاً للقرارات الدولية.
واجتمع اللوبي النسوي مرتين خلال المرحلة الفائتة مع مكتب المبعوث الدولي حيث طالب اللوبي النسوي السوري مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا بالضغط لفتح المعابر وايصال المساعدات لكل المناطق المنكوبة وخاصة شمال غرب سوريا التي لم تصلها المساعدات المطلوبة لتلبية احتياجات المدنيين، كما أبدى انتقاده لتقصير الأمم المتحدة في إيصال المساعدات خاصة لشمال غرب سورية ومراعاة احتياجات النساء في مساعدات الأمم المتحدة ودور اشرافي على توزيعها في كل سوريا، بالإضافة للتركيز على أهمية تحقيق حل سياسي مستدام وتحقيق العدالة الانتقالية للسوريين، وعدم تعويم النظام وضرورة محاسبة مجرمي الحرب ومشف مصير المفقودين واطلاق سراح المعتقلين.
لن يتوقف اللوبي النسوي السوري عن العمل من أجل محاولة التخفيف من وقع الكارثة على السوريين والسوريات بصورة خاصة ضمن الإمكانيات والأدوات المتاحة ومن أجل تحقيق حل سياسي وفقا للقرارات الدولية وتحقيق العدالة ومحاسبة كل مجرمي الحرب والكشف عن مصير المختفين قسريا.