كلمة اللوبي النسوي السوري في مؤتمر لا للعنف ضد النساء والفتيات في سوريا “من الدستور إلى الحياة اليومية” مؤتمر عبر الإنترنت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2022 والتي قدمتها ريما فليحان المديرة التنفيذية للوبي النسوي السوري يعقد هذا اللقاء من أجل أن نقف معا مع كل النساء السوريات داخل وخارج الوطن السوري المنكوب، ولنتذكر معا جراحنا كسوريات حتى وان كنا نعيش تلك الآلام بحيث لا يكون هناك فسحة للنسيان، فهي آلام النساء اللواتي يتعرضن للقهر والقمع، سواء كانت أدوات ذلك القمع سياسية او عسكرية، أو كانت من خلال الثقافة الاجتماعية الأبوية، أو من خلال التمييز القانوني الممنهج وانعدام المساواة والتي تمارس على النساء السوريات تاريخيا وحتى اللحظة ، وعدم تمكين النساء من المشاركة في الحياة العامة والخاصة، النساء السوريات وقعن ضحية للاستخدام الشائن كوسائل حرب حيث تعرضن للاعتقال والتعذيب الجسدي و النفسي والاغتصاب في مراكز الاعتقال، والإعدام خارج سياق القانون والملاحقة الأمنية والمنع من السفر والتصفية الجسدية والمعنوية والقتل عبر الاستهداف العشوائي للمدنيين على يد النظام السوري وحلفائه ، كما ارتكبت الفصائل المسلحة من باقي الأطراف وقوى الأمر الواقع في سوريا جرائم خطف واحتجاز وتعذيب وقمع للحريات في المناطق التي تسيطر عليها، استهدفت المدنيين عموما و النساء الناشطات في تلك المناطق كما ارتفعت وتيرة الخطاب الديني المعادي للنسوية والحريات الشخصية سواء على لسان رجال الدين والفصائل العسكرية في تلك المناطق، أو على لسان رأس النظام السوري شخصيا عبر خطاباته المتلفزة التي استهدفت النسوية والليبرالية ومجتمع الميم عين ومفهوم الجندر والحريات،لا يمكنني في هذا اليوم إلّا آن أنحني احتراما لكل التضحيات التي بذلتها النساء السوريات سواء كمعتقلات، كشهيدات كناشطات، كأمهات للمعتقلين والمعتقلات الذين توفوا تحت التعذيب في سجون النظام، أو أمهات وأسر المختفين قسريا والذين تم تغيبهم على يد الفصائل المتطرفة وتنظيم داعش الإرهابي، وكل الميليشيات التي ارتكبت جرائم حرب في سوريا.
اسمحوا لي في مثل هذا اليوم أن أتذكر بعض الأسماء على سبيل المثال لا الحصر: الدكتورة رانيا العباسي التي تم اعتقالها مع أطفالها في مثل هذا اليوم تحديدا التاسع من اذار عام ٢٠١٣ على يد المخابرات العسكرية في سوريا مع أطفالها الخمسة الصغار وزوجها ولا يزال مصيرها مجهولا حتى اللحظة صديقتي الناشطة الحقوقية مؤسسة مركز توثيق الانتهاكات ولجان التنسيق المحلية رزان زيتونة والتي تم اختطافها في التاسع من ديسمبر عام ٢٠١٣ من المركز في دوما على يد فصيل جيش الإسلام كما تم اختطاف الناشطة السياسية العريقة والمدنية سميرة الخليل والنشطاء وائل حماده وناظم الحمادي وما يزال مصير الأربعة مجهولا حتى اللحظة، الناشطة المدنية سمر صالح والتي تم اختطافها على يد تنظيم داعش الإرهابي في ١٣ اب عام ٢٠١٣ من الاتارب ولا يزال مصيرها مجهولا حتى اللحظةدعونا نتذكر كل تلك النساء والأسر اللواتي عانين كل بشاعة الحرب وكان عليهن أن يحمين أسرهن ويحصلن قوتهن اليومي ويصلن بهن الى الأمان، كل تلك النساء اللواتي يعشن البرد والجوع تحت سقف الخيمة وسقف الوطن ، كل تلك النساء والطفلات اللواتي قضين في الحرب او تعرضن للإعاقة بسبب الحرب أو فقدن أفراد أسرهن تحت الركام أو تعرضن للاستغلال في دول اللجوء. لا بد من من الإشارة الى التهميش والانخفاض الملحوظ في نسبة مشاركة النساء في العمليات السياسية من أجل السلام وفي اللجنة الدستورية وفي وفود التفاوض، وهذا لا يلتقي مع قرار الأمم المتحدة دقم ١٣٢٥ لإشراك النساء في صناعة السلام، لا يوجد اليوم على طاولة القوى السياسية السورية أي تبني للدستور الحساس للجندر، لا في الأوراق السياساتية التي أنجزتها المعارضة ولا حتى في نقاشات اللجنة الدستورية أو في الدساتير القديمة والدستور الحالي لسوريا..لدينا مخاوف كبيره بأن العمليات السياسية الحالية من أجل السلام عمليات قد تم إجهاضها، وأن الحال في سوريا باق في حاله من الاستنقاع إلى أجل غير معروف خاصة وأن أحد الضامنين لعملية السلام – وأقصد الجانب الروسي- كان وما زال داعم لبقاء النظام وشريك في جرائم الحرب التي ارتكبت ضد السوريين وها هو اليوم يغرق في حرب عبثية جديدة بدأ فيها على أوكرانيا والتي نتضامن مع شعبها في مأساتهم ، وهو ما يعمق مخاوفنا من إهمال العالم للقضية السورية وإيجاد حل عادل يحقق تطلعات السوريين في الخلاص من الاستبداد وتحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب وتحقيق دولة المواطنة الّتي يتساوى بها الجميع أمام القانون ويلتقي دستورها وقوانينها مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان دون أي تحفظات ، وهنا أشدد أن هناك دور أكبر وأكثر فعالية مطلوب من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أجل إنجاز القرارات الدولية ذات الصلة ومنها القرار ٢٢٥٤ وتحقيق السلام. وعلى الهامش اسمحوا لي ان أقول أن العالم يحتاج نظاما أمميا جديدا أكثر عدالة وفاعلية في مواجهة الخارجين عن القانون الدولي والإنساني وتحديات الكوكب عموما وليس فقط القضيه السورية. في سوريا لا حرية و لا عدالة ولا مساواة للنساء، ويفترس العنف القائم على النوع الاجتماعي حقوق النساء وتتزايد الجرائم المرتبكة في كل مناطق سوريا، سواء كانت جرائم ترتكب تحت ذريعة الشرف، أو ناتجة عن العنف الأسري، أو بسبب الفوضى وانعدام الأمن وانتشار السلاح، ولا يوجد في سوريا قانون للعنف الأسري في سوريا، ولا قانون أسره مدني، و هناك تمييز بين النساء والرجال في قانون العقوبات والجنسية والأحوال الشخصية واقع النساء السوريات هو ما دفعنا في اللوبي النسوي السوري لإطلاق حملة ما رح أسكت وذلك في عام 2020 على صفحات السوشال ميديا (فيسبوك – تويتر – انستغرام – يوتيوب) وعلى موقعه الالكتروني وهي حملة إعلامية لمناهضة العنف الجنسي والجنساني ضد النساء، تحت عنوان “مارح أسكت “. الحمله أطلقت بدعم متواصل من شركائنا في المبادرة النسوية الأورومتوسطية. وشاركت بالحمله منظمات سورية في مراحل عديدة منها ، مثل راديو روزنة، شبكة الصحفيات السوريات، منظمة دولتي، و تفاعلت مع الحملة ايضا كثير من المنظمات النسويه السوريه التي قامت بمشاركة منشوراتها تهدف حملة #مارح_أسكت لنشر المعرفة وزيادة الوعي حول العنف الجنسي والجنساني؛ انواعه و كيفية مواجهته، والتعاطي مع حالات العنف ، والحقوق القانونية للضحايا ، وكيف يمكن للضحايا الوصول الى خدمات الدعم داخل وخارج سوريا .تستهدف الحملة جميع السوريين والسوريات دون تمييز على أساس الجنس والعمر والطبقة الاجتماعية والموقع الجغرافي والتعليم، الخلفية والمهنة والانتماءات بعض المحطات الهامة:استضافة اللوبي في العديد من البرامج الإذاعية الصباحية للحديث عن اللوبي النسوي السوري وعن الحملة.وقام اللوبي بتنظيم حلقات بث مباشر استضاف بها عدد من الخبيرات النسويات والحقوقيات والنفسيات والاجتماعيات لتغطية كافة جوانب الحملة خلال الفترة المحددة في هذا التقرير تم نشر ما يزيد عن 600 منشور يهدف لنشر الوعي عن العنف ضد النساء. يتضمن تعاريف ومفاهيم، إحصائيات ومقالات وفيديوهات دراميه وانيمشن وبوسترات……ساهم عدد من الفنانين/ات السوريين والمؤثرين بفيديوهات داعمه للحمله ،مناهضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي. مما ساهم في نشر الحملة على نطاق واسع.وصلنا عدد كبير من طلبات للمساهمة في الحملة من قبل فنانين تشكيليين واعلامين ومتطوعينتم نشر عدة مقالات في عدة صحف عن الحملة كما تم الحديث عنها في وسائل اعلامية عربية ودوليه متعدده.ما زال اللوبي مستمرا بهذه الحملة وقد وصلت الحملة إلى عبر التفاعل ما يقارب السبع ملايين على الوشل ميديا وامتدت المتابعه من خلال الإحصاءات كل سوريا ، بالإضافة للبنان وتركيا والأردن وألمانيا وفرنسا حيث تعيش نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين، الحملة شكلت نافذة للمطالبة بالحقوق، والإضاءة على الاتفاقيات الدولية، وتسليط الضوء على الانتهاكات وسبل الحماية في أوقات السلم والحرب، كما أنها شكلت نافذة وصول لكثير من الضحايا وفقا للمراسلات التي جرت من خلال الحمله كما كان هناك نشاطات قام بها اللوبي على هامشها من ورشات تدريب تتصل بموضوعات الحمله للسوريات داخل وخارج وسوريا حمله ما رح آسكت مستمره وأود أن أختم مداخلتي بأول عبارات آطلقتها الحمله والتي ما زلنا مؤمنات بها:
ليس ترفا أن نعلن أن الوقت قد حان لتتوقف كل الانتهاكات التاريخية التي يمارسها المجتمع والقانون ضد النساء
ليس ترفا أن نقول ان استخدام النساء كوسائل حرب هو جريمة بشعة ضد الإنسانية جمعاء سواء بالتعذيب او الاغتصاب أو الخطف او الاستغلال الجنسي والاتجار بهن
ليس عيبا أن نعلن مجتمعين أننا لن نقبل بعد الآن بكل هذا العار الذي يتجسد في قتل النساء بذريعة الشرف أو الانتقاص من مكانتهن عبر القوانين التمييزية والموروث الاجتماعي المتخلف والعنف المباشر أو غير المباشر
ما رح أسكت حملة يطلقها اللوبي النسوي السوري من أجل وقف كل أشكال العنف ضد النساء
هي دعوة للجميع للمشاركة وإعادة النظر لقد حان الوقت#مارح_اسكت
شكرا لاستماعكم